.png){kind=small}
"أصحاب السمو": حين يُجبر القدر أميرة هاربة وأميرًا محطم القلب على نسج حكاية حب تحت ظلال الواجب
في قلب حكاية تبدو وكأنها خرجت من صفحات رواية كلاسيكية بنكهة عصرية، يأخذنا فيلم "أصحاب السمو" (The Royal We) في رحلة آسرة مع الأميرة "بيا" (تؤدي دورها "مالوري جانسون"). تعيش "بيا" حياةً طبيعية هادئة، بعيدة كل البعد عن صخب البلاط الملكي، مُخبئة هويتها الحقيقية خلف ستار من السرية. لكن هذا الهدوء الظاهري يتحطم فجأة عندما تكتشف أن شقيقتها، وريثة العرش التي كانت على وشك الزواج من الأمير "ديزموند" (يؤدي دوره "تشارلي كاريك")، قد تخلت عن كل شيء لتقع في حب... سبّاك بسيط!
هذا التحول الدراماتيكي يضع مصير مملكتين على المحك. فزواج شقيقتها من "ديزموند" لم يكن مجرد ارتباط عاطفي، بل كان حجر الزاوية لمنع نزاع طويل الأمد بين عائلتيهما والحفاظ على السلام فوق أرض متنازع عليها. والآن، يجد "ديزموند" نفسه أمام مهمة شبه مستحيلة: البحث عن "بيا"، الأميرة الهاربة من قدرها، وإقناعها بالزواج منه بدلًا عن أختها لإنقاذ الموقف ومنع اندلاع الصراع.
وبينما ينطلقان معًا في هذه الرحلة غير المتوقعة، التي فرضتها ظروف خارجة عن إرادتهما، تبدأ مشاعر غير متوقعة بالظهور بين "بيا" و"ديزموند". يتسلل الحب إلى قلبيهما وسط ضغوط الواجب والسياسة. لكن سرعان ما يدركان أن علاقتهما الوليدة هذه ستتطلب تضحيات هائلة ونموًا شخصيًا عميقًا لمواجهة التحديات التي تنتظرهما كأميرين، وكحبيبين.
سحرٌ ملكي بنكهة عصرية... ولكن هل يكفي؟
يُعد فيلم "The Royal We" تجربة سينمائية ممتعة، فهو يقدم قصة تبدو فريدة وجديدة لم نرَ مثلها من قبل. وجدتُ الفيلم ذكيًا في مزجه بين أجواء الأفلام التاريخية الكلاسيكية وإيقاع العصر الحديث بهواتفه الذكية وتقنياته. وإن كان يذكرنا قليلًا بقصة "روميو وجولييت" الخالدة، حيث نرى عداءً مستحكمًا بين عائلتي البطلين، حتى أن الفيلم يشير إلى ذلك صراحة.
نجحت القصة في شد انتباهي منذ البداية، ووجدت نفسي متشوقًا لمعرفة كيف ستتكشف الأحداث. لقد ارتبطتُ بالشخصيات مبكرًا، وكان من الطريف رؤية "بيا"، التي لا تزال متأثرة بانفصالها العاطفي، تظهر بمظهر مختلف تمامًا عن شخصيتها الملكية الرصينة والعملية. لقد أحببت تطور العلاقة بين "ديزموند" و"بيا". كان من المؤثر رؤية كيف أخرج كل منهما جوانب مختلفة من شخصية الآخر. في البداية، بدت "بيا" قاسية بعض الشيء تجاه "ديزموند"، لكن شعرت أن ذلك كان انعكاسًا لمقاومتها للعودة إلى حياتها كأميرة. لقد أسقطت غضبها عليه، لكنها في المقابل ساعدته على فهم معنى أن يعيش المرء حياة طبيعية بعيدًا عن قيود البروتوكول.
لم يخلُ الفيلم أيضًا من لمسات كوميدية أثارت ضحكي. بعض الشخصيات كانت مضحكة بشكل خاص، واعتقدت أن "تشارلي" و"مالوري" يتمتعان بكيمياء رائعة على الشاشة، حيث تناغما معًا بتوقيت كوميدي ممتاز. من اللحظات البارزة التي لا تُنسى مشهد مطاردة السيارة المثير، ومشهد آخر يتعرض فيه البطلان للتوبيخ، مما أعادنا إلى شعور الطفولة بالرغم من كونهما بالغين.
أعجبتني أيضًا أزياء "بيا" وأحذيتها. بدا أن أسلوب ملابسها في حياتها الطبيعية يناسبها أحيانًا أكثر من أزيائها كأميرة.
ومع ذلك... هل كل ما يلمع ذهبًا؟
على الرغم من سحره، لا يخلو الفيلم من بعض العيوب. شعرت أنه كان بإمكانه التعمق أكثر في اللحظات العاطفية؛ حيث بدت الأمور آمنة ومتحفظة بعض الشيء. مشاهد المطاردة، على سبيل المثال، كان يمكن أن تكون أكثر إثارة وتشويقًا. بالنسبة للنهاية، فقد شعرت بأنها متسرعة للغاية في المشهد الأخير وانتهت بشكل مفاجئ، مما تركني أرغب في المزيد.
الخلاصة:
بشكل عام، "The Royal We" فيلم ساحر يجمع بين الرومانسية والمشاعر الصادقة وطاقم تمثيل رائع. إذا كنت تبحث عن قصة رومانسية فريدة، خفيفة الظل، وممتعة، بعيدة عن التعقيد، فهذا الفيلم هو خيارك الأمثل. لكن كن مستعدًا لبعض الثغرات المنطقية ونهاية قد تتركك تتساءل عن المزيد.فرجة شيقة
#asia4arabs #اسيا_للعرب